جاءت كلمة كهرباء من الكلمة اليونانية إلكترون التي تعني الكهرمان الذي هو صمغ شجري متحجر. وقد عرف القدماء أنّ دلك قطعة من الكهرمان بواسطة قطعة قماش يجعله قادرًا على جذب أجزاء صغيرة من الغبار أو أوراق الشجر. وكذلك عند دلك قطعة من المطاط الصلب، أو عمود من الزجاج، أو مسطرة بلاستيكية بقطعة قماش سيظهر “تأثير الكهرمان” أو الكهرباء الساكنة كما ندعوها في الوقت الحالي. وتستطيع أن تلتقط قصاصات صغيرة من الورق بواسطة مشط أو مسطرة بلاستيكية دلكتها للتو بشدّة بمنديل ورقي.

أيضّا. ربّما شعرت بالكهرباء الساكنة عند تمشيط شعرك، أو عندما تناولت قميصاً أو قطعة ملابس من آلة تجفيف الملابس. وربّما تكون قد شعرت بصعقة عند لمس مقبض
الباب الفلزي بعد انزلاقك على مقعد السيارة، أو مشيك على سجادة تدخل مادة النايلون في تركيبها. وفي كل حالة، يصبح الجسم “مشحونًا” نتيجة للدلك. ويقال عندها أنه يمتلك شحنة كهربائية صافية.
هل الشحنات جميعها متماثلة؟ أم أنّ هناك أكثر من نوع من الشحنات؟ في الحقيقة هناك نوعان مختلفان من الشحنات الكهربائية كما تظهر التجربة البسيطة التالية. تعلق مسطرة بلاستيكية بعد دلكها بشدة بواسطة قطعة من الملابس لشحنها. وعند تقريب مسطرة أخرى شُحِنت بالطريقة نفسها من المسطرة الأولى، وجُد أنّ المسطرة الأولى تتنافر مع المسطرة الثانية .
وبالمثل , عند تقريب عمود زجاجي مشحون من عمود زجاجي مشحون بالطريقة نفسها فإنهما سيتنافران .
ولكن عند تقريب عمود البلاستيك من عمود الزجاج المشحونان سابقاً , ستجد أنهما يتجاذبان
وعليه، فإن الشحنة على الزجاج يجب أن تكون مختلفة عن تلك التي على البلاستيك. وبالفعل، فقد وُجد عمليًا أن الأجسام المشحونة جميعها تتبع أحد التصنيفين؛ فإمّا أنها تنجذب إلى الزجاج وتتنافر مع البلاستيك، أو أنها تتنافر مع الزجاج وتنجذب إلى البلاستيك. لذا، يبدو أنّ الشحنات الكهربائية تنقسم إلى نوعين فقط. وكل نوع من الشحنات يتنافر مع الشحنات المشابهة لنوعه، وينجذب إلى الشحنات المعاكسة لنوعه؛ أي أنّ :
الشحنات المختلفة تتجاذب والشحنات المتشابهة تتنافر.
أشار العالِم الفيلسوف الأمريكي فرانكلين (1706 – 1790 ) إلى هاتين الشحنتين بالموجبة والسالبة. وكان التمييز بين الموجب والسالب أمرًا اعتباطيًّا، فوقع اختيار فرانكلين على أن الشحنة على عمود الزجاج المدلوك موجبة وعليه، فإن الشحنة على المسطرة البلاستيكية المدلوكة (أو الكهرمان) هي السالبة. وما زال هذا التعريف متبعًا إلى يومنا هذا.
وجادل فرانكلن بأنهّ عندما يتولد أي مقدار من الشحنة على جسم ما، فإنّ مقدارًا متساويًا من الشحنة المضادة سيتكون على الجسم الآخر. ويجب أن تعامل الشحنات الموجبة والسالبة جبريًّا؛
أي أنّ التغير الصافي في مقدار الشحنة المتولدة يساوي صفرًا. وعلى سبيل المثال، فعند دلك مسطرة بلاستيكية بمنديل ورقي سنجد أن البلاستيك سيكتسب شحنة سالبة، أمّا المنديل فسيكتسب شحنة موجبة مساوية لها. ومع أنّ الشحنات تنفصل عن بعضها بعضًا إلا أنّ مجموعها يبقى صفرًا. وهذا هو مبدأ حفظ الشحنة .
” المصدر : كتاب الفيزياء مبادئ و تطبيقات “
